Emy مديرة المنتدى
EMY : عدد المساهمات : 1133 نقاط : 4482 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/02/2011
| موضوع: بعيداً جداً .. الثلاثاء فبراير 22, 2011 3:00 pm | |
| بعيداً جداً ..
استيقظت صارخة لم تكن تعلم شيئاً حينها ولم تكن تدرك ما ينتظرها لكن شيئاً ما زلزل كيناها عندما قالوا أنه مات لقد كانت في غيبوبة بعيدا عن ما يدور من أحداث في أرض الواقع لكنها سمعتهم بقلبها .. لا تعلم كيف أدركت ووعت وفهمت كل كلمة قالها الطيب - وهن كلمات لم يزدن عن أربع - قالها بكل قسوة للأسف زوج المدام توفى !! كانت تلك الكلمات السوداء كفيلة بايقاظها من غيوبتها التي دامت يوم كاملين بدأت تتذكر جيداً ما حدث في هذه الليلة بدأت تدرك الأحداث من حولها وتتفهم حقيقة الواقع الأليم الذي لم يعد من الممكن إخفاؤه عنها لقد كانت تقضي في تلك الليلة أمسية رقيقة مع زوجها الذي لم يمر علي زواجها منه ثلاثة أثابيع في أحد قاعات الأوبرا بالقاهرة كانت سعيدة بقضاء هذه الأمسية معه خاصة أنه قد أفرغ القليل من وقته لها بعد أن عاد للعمل في شركة والده في اليوم الثالث من زواجهما وقد كانت سعيدة به وفرحة غاية الفرح رغم أنه كان يعمل أكثر من سبع ساعات متواصلات لا يتيحا لها الاستمتاع بزواجها الحديث الذي كانت تتمني أن يكون غير ما هو عليه فأنها لا تراه كثيراً ولم تعد تستمع في حياتها إلا بشئ واحد وهو حب زوجها لها وعشقها الذي فاق عشق جميع الأحبه - في وجهة نظرها - له حتى وأن كانت تقضي معه ساعات قليلة يقضيها في البيت ثم يتفرغ للنوم أو لعشاء عمل هكذا كانت حياتها التي أحبتها وأخلصت فيها له وعملت علي اسعاده بكل الوسائل كانت في مقتبل عمرها لم تتجاوز الثانية والعشرون منوكان يكبرها بعشرة أعوام خطبها والدها له وهي في العشرون من عمرها ولم تكن تحبه حينها خاصة أن والدها حرص علي هذه الخطبة وأن تتم بشكل سريع لتسهم - هذه الخطبة - في عملية تطييب جراح قلب ابنته الذي طعن بوفاة حبيبها قبل عام .. ولم يكن أمام الابنة الجريحة غير أن توافق علي رجاء والدها لها أن تقبل هذا العريس الذي يحبها من حبة قلبه
واقفت لتثبت لوالدها أنها بدأت تنسي فتخفف عنه العذاب الذي يلقاه كلما نظر في وجهها فألفاه شاحباً ماتت فيه علامات الحياة ورغم ذلك فقد تركته الحياة جميلا .. لكنه جمال شاحب توالت الأيام وهي تشعر بأنها تظلم خطيبها معها .. فهو يحبها ويعسي لارضائها ولكنها لا تستطيع التجاوب معه ، انها تعلم أنها ستتزوجه مقهورة ولكن ليس بيدها شئ فلم يعد أملها بالحياة شئ سوى اسعاد والدها الذي اصبحت هي بالنسبة له كل شئ بعدما تركته والدتها بعد أن وضتها بثلاث سنوات وجاءت تلك الليل التي لم تستطع النوم فيها قامت من علي سريرها وأتجهت نحو حافة الأدوية والتقطت شريطاً لدواء لا تعرف ما هو لكن كل دواء سيفي بالغرض أفرغته في يدها .. وقبل أن تضعه في فمها تذكرت آخلر كلمات قالها لها حبيبها وهو ينازع الموت نزاعاً يائساً أخيراً لن أكون سعيداً إذا قررتي اللحاق بي يوماً .. تزوجي وسأتمني الخير لزوجك الجديد .. فهو القادر من بعدي علي اسعادك بكت كثيراً ، بكت بشدة ولا تعرف كم من الوقت مضي وهي تبكي ، لكنها كانت تبكي بكل جارحة من جورها ألقت الدواء من نافذة غرفتها وأخذت نفساً عميقاً لقد قررت أن تحب زوجها الجديد .. ليس لشئ سوى وصية حبيبها برا ورحمة وحبا ووفاء له وعاشت حبها المزيف أياماً كثيرة حتي سألت نفسها يوماً هل أحبه حقاً ؟ شعرت في هذا اليوم بإحساس رائع لم تشعر به منذوفاة حبيبها وخطيبها يهديها هدية من الذهب اشتراها لها شعرت بأنها تحبه وبأن قلبها بدأ يخفق من جديد لقلب غير قلب الحبيب الراحل وبدأت تنشي بحق بدأت تخرج للشوراع وتلبس ألواناً غير السواد بدأت تبدي لخطيبها حباً غير الذي أبدته قبلاً وبدأت تعيش حتي أنها طلبت من والدها الذي كاد يرقص من فرط فرحته بطلبها أن يعجل بزواجها وتزوجت ... وعاشات أياماً من الفرحة والسرور وسط فرحة والدها وزوجها وفرحتها هي التي كان يعكر صفوها تأخر زوجها في عمله لساعات متأخرة من الليل وفي تلك الليلة أتصل بها زوجها وأخبرها بأنه سيمر عليها لأخذها في أمسية إلي الأوبرا التي تحبها ففرحت كأي زوجه ستخرج مع زوجها بعد فترة طويلة ولو كانت تعلم ما سيحدث لما خرجت ولما تمنت حتي أن تخبره يوماً أنها تحب الأوبرا قضت مع زوجها أمسية رائعة استقلا بعدها سيارتهما وأخذاطريقهما للعودة للمنزل بدا علي الزوج الإرهاق وباتت تخشي عليه من القيادة خاصة أنها كان في الليل وفجأة ظهرت سيارة أمامها ولم يستطع الزوج أن يتحكم بالسيارة فاصتدما ودخلت في غيبوبة استمرت ليومين لا تعلم ماذا يحدث حولها استيقظت في فستانها الأزرق الذي بدت فيه كائناً رائع الجمال .. وأحمر الشفاة الذي تضعه لأن حبيبها الأسبق أخبرها بأنها تبدو جميلة فيه كانت وفيه لقد أحست بالخيانة .. تركها حبيبيها وهي في مقتبل العمر لتكون كزهرة لم تلبث أن تتفتح حتي تقطع من جذورها اأصبحت تشتري كل ملابسها التي لن ترتديها زرقاء اللون .. وأصبح أحمر الشفاة لا يفارق حقيبة يدها رغم أنها لا تضعه وراحت تنتظر الموت القادن من المجهول في حياتها التي أغلقتها علي نفسها .. بعيدا .. بعيداً جداً
| |
|